قافلة الحماقة...بقلم: درور إدار/اسرائيل اليوم

02.07.2011 09:47 AM

 يُحكم علينا كالسائرين في مسيرة حماقة بأن نعاود ألاعيب تلك القافلة البحرية الى غزة مع "مرمرة" وبأن نعاود ضعضعة صناعة الأكاذيب التي تتحدث عن حصار مضروب على غزة. اجل اذا كان يوجد انجاز مدهش أحرزه الفلسطينيون في المائة سنة الاخيرة فهو القدرة على التباكي وادعاء المسكنة وهي قدرة تنجح في كسب ليبراليين اوروبيين.

 سنكرر هنا ايضا كلاما كتبناه في الماضي على من يعانون مرض النسيان: في كل اسبوع يُنقل من اسرائيل الى قطاع غزة ملايين الليترات من الوقود الى محطات توليد الطاقة والمواصلات؛ ومئات أطنان الغاز للطبخ؛ ومئات شاحنات الغذاء ومنتوجات النظافة والملابس والأحذية والأدوية والمعدات الطبية وغير ذلك. ويمر مئات المرضى ومن يرافقونهم على الدوام من قطاع غزة الى اسرائيل للحصول على علاج طبي ولاسباب اخرى. وتدخل وتخرج منظمات دولية من هناك الى اسرائيل وبالعكس. أفهذا حصار؟.

 صحيح، تطلب اسرائيل تفتيش ما يدخل لأن حماس غير معنية برفاهة سكان غزة بل ببناء قوتها وقدرتها على تغليب الارهاب الاسلامي المتطرف على رعاياها ولمواجهة اسرائيل بطبيعة الامر. إن وقف القافلة البحرية شأن أمني واضح لا تستطيع اسرائيل التخلي عنه. إن مسؤولي حماس الكبار بخلاف رعاياهم يعيشون حياة مرفهة وصناعة التهريب تخدمهم جيدا.

 ليست الانسانية هي التي توجه منظمي القافلة البحرية (هل يُذكر جلعاد شليط؟) بل ارادة احراج اسرائيل والمس بقدرتها على حماية نفسها من الارهاب. تقوم في أساس القافلة البحرية عقلية شمولية ليست قاعدة قوتها الانسانية بل معاداة السامية التي تريد أن تشوه صورة دولة اسرائيل والشعب اليهودي، هذه الانسانية المزيفة هي مقدمة ومدخل للقضاء على اسرائيل ومن يقودونها اليوم لا يُعدون في الغوغاء الاوروبيين كما كانت الحال في القرون السابقة بل في النخبة الثقافية الفكرية.

 أكان عرضا أن سُمع في الرحلة البحرية السابقة في أيار 2010 جوابا عن دعوة سلاح البحرية السفن الى الوقوف: "عودوا الى اوشفيتس"؟ في الاربعينيات ساعدت الحركة القومية الفلسطينية برئاسة زعيمها المفتي الحاج أمين الحسيني النازيين في ارسال أكبر عدد من اليهود الى محارق الموت في اوشفيتس. يدرك كل من قرأ ميثاق حماس كم كُتب بوحي من حل النازيين النهائي. من المحزن أن نرى كيف يسير التاريخ في مكانه احيانا.

 اليكم جوهرة اخرى من متحدثي القافلة البحرية تم التقاطها باجهزة الاتصال لينتبه اليها الغرب كله "نحن نساعد العرب على مقاومة الولايات المتحدة؛ لا تنسوا 9/11 أيها الفتيان". انضمت الى هؤلاء الناس منظمات حقوق انسان تبدو كأنها تؤيد حقوق البشر جميعا سوى حقوق اليهود في الدفاع عن دولتهم الوحيدة.

 يدل خزي انضمام اليسار الاوروبي (وأجزاء من اليسار الامريكي ايضا) الى حماس وأعداء الحضارة الغربية على الوضع المعوج الموجود فيه العالم الحر: فبعض القوى الليبرالية تُستعمل كبش صدام لا "لكسر الحصار على غزة" بل لتحطيم حضارتها نفسها استعدادا لسيطرة الاسلام المتطرف المعادي على مجتمعاتها.

 في أساس التعاون الاحمر الاخضر بين اليسار المتطرف وحماس توجد كراهية خالصة لاسرائيل ليست سوى غطاء مريح على معاداة السامية التقليدية. كتبت أكثر من مرة عن أننا أصبحنا بدل النعت الديني "قتلة الرب" أصبحنا على فم اليسار العالمي "قتلة الفلسطينيين". إن التنور الاوروبي الذي أمات الرب وجد إلها جديدا هو الفلسطينيون. لكن هذا الرب كما في كل عبادة أوثان سيقضي على من يعبدونه أولا. لاسرائيل على كل حال الحق الكامل في أن تحمي نفسها بكل طريقة من هؤلاء القراصنة "المستنيرين".

تصميم وتطوير