اردوغان يقامر على اليوم الذي يلي الأسد.. بقلم: بوعز بسموت/ إسرائيل اليوم

27.06.2011 12:13 PM

تستغل أنقرة حتى النهاية الازمة في سوريا لتثبيت مكانتها باعتبارها قوة اقليمية. فهي تحلم بقيادة العالم الاسلامي بعد "ربيع الشعوب العربي". إن اردوغان في خطبة فوزه الانتخابي الاستعمارية قبل اسبوعين ("انتصرت سراييفو هذا المساء بقدر لا يقل عن انتصار اسطنبول وبيروت ودمشق ورام الله وجنين والقدس") لم يُخف مطامحه العثمانية. تُمكّن دمشق رئيس حكومة تركيا من إبراز عضلاته. وماذا في شأن الصداقة مع "الأخ" بشار؟ انها مصلحية فقط. أعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو في نهاية الاسبوع أن بلده يتابع في قلق اقامة القوات السورية بقرب الحدود التركية. هل أنقرة قلقة حقا من جيش سوريا؟ يصعب أن نصدق هذا. لكن أنقرة لا تحب أن ترى في مدى البصر دبابات سورية سواء فعلت سوريا ذلك لضرورة داخلية (قمع الاضطرابات) أو خارجية (الاشارة الى تركيا).

اليكم تذكيرا: عرفت العلاقات بين الدولتين حتى سخونة العلاقة بين تركيا وسوريا في سنة 2003 توترا وعداوة ظاهرين بسبب تأييد سوريا لمنظمة حزب العمال الكردي، وعلاقة تركيا باسرائيل، والاختلاف على لواء الاسكندرونة والاختلافات المتعلقة بمياه نهر الفرات. لكن في اللحظة التي نشر فيها جيش تركيا قوات على حدود تركيا – سوريا في 1998، عادت سوريا الى حجمها الطبيعي، وطردت منها زعيم حزب العمال الكردي عبد الله اوجلان بل تخلت بعد سنين عن لواء الاسكندرونة. أصبح واضحا منذ ذلك اليوم من هو السيد. سخنت العلاقات بين الدولتين لكن أنقرة هي التي أملت النغمة. اختار بشار الاسد عندما تولى الحكم أن ينضم الى محور الشر (ايران). عقدت دمشق الضعيفة حلفا مع الشيطان لتقوي مكانتها الدولية. لكن تركيا، العضو في حلف شمال الاطلسي، كانت دائما عجل انقاذ للاسد اذا احتاج الى ذلك، ومن هنا جاء التقارب السوري. وحسبت أنقرة الوضع ايضا. سيكون من الواجب في عالم بلا ازمات تحلم به ويُمكّنها بحسب نهجها من تعزيز مكانتها أن ترتب امورها مع حلف غير طبيعي، مع الشيعة في ايران والعلويين في سوريا. في هذه الاثناء يتغير الشرق الاوسط (مثل العالم كله) والأحلاف ايضا. تعلم تركيا أن السنيين في سوريا سيحتاجون الى مساعدة في اليوم الذي يتولون فيه الحكم في دمشق. ومن هذه الجهة، قامرت أنقرة.

 

 

تصميم وتطوير