مركز الميزان يطالب بإجراء تحقيق جدي في ظروف وفاة الموقوف الأعرج

27.06.2011 11:40 AM

غزة – وطن - وصلت عند حوالي الساعة العاشرة من صباح  السبت الموافق 25/06/20111 إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح جثة إبراهيم الأعرج، (45 عاماً) وهو من سكان ـحي الزيتون في مدينة غزة. حيث جرى تحويل الجثة في اليوم نفسه لعرضها على الطب الشرعي في مستشفى الشفاء في مدينة غزة.

 وكان أفراد يرتدون لباساً مدنياً عرفوا عن أنفسهم على أنهم من شرطة مكافحة المخدرات قد أوقفوا الأعرج عند حوالي الساعة 10:00 من صباح يوم الخميس الموافق 23/6/2011 وثلاثة آخرين من أصدقائه، عندما كانوا يبيعون الخيول في سوق الدواب في مخيم البريج، ووفقا للمعلومات المتوفرة فقد تم نقلهم إلى مركز شرطة أبو عريبان وسط مخيم النصيرات. وعند حوالي الساعة 18:30 من مساء اليوم نفسه أفرجت الشرطة عن أصدقائه الثلاثة وأبقت الأعرج رهن التوقيف. وأفاد أحد المفرج عنهم إلى المركز بالآتي: "... بينما كنا نعرض الخيول لبيعها، وحولنا العديد من التجار، شاهدت دراجة نارية وسيارة بيضاء اللون من نوع (بيجو 306) تتوقف بالقرب منا ترجل منها حوالي خمسة شبان يرتدون ملابس مدنية، سألونا عن أسمائنا وقاموا بتفتيش ملابسنا وأخذوا جوالاتنا ولم يعرفوا عن أنفسهم من أي جهة ولم يبرزوا لنا أي مذكرة، ثم اقتادونا في السيارة إلى شقة في عمارة تقع في شارع النصيرات العام، سألتهم عن هويتهم وسبب اعتقالنا، أجابني أحدهم بأنهم من مكافحة المخدرات، وبأننا موقوفين احترازياً، وضعونا جميعاً في غرفة ما عدا صديقي إبراهيم الأعرج، كنت أسمع بين الحين والأخر صوت صراخ إبراهيم وهو يتألم ويطلب الرحمة.

ويضيف شاهد العيان الذي اعتقل رفقة الأعرج أنه علم من أحد أصدقائه الذين اعتقلوا معه أن الأعرج قد فارق الحياة وأن جثته سيتم نقلها إلى مستشفى الشفاء بمدينة غزة، فتوجه إلى ثلاجات الموتى في مستشفى الشفاء، وهناك وجد شرطيين فسألاه عن علاقته بالمتوفى وعندها طلبا منه أخذ أقواله بعد أن عرفا عن نفسيهما بأنهما من شرطة الأدلة الجنائية، ثم طلب  طبيب من المستشفى مساعدته ومساعدة الشرطيان في نقل الجثة، فساعدهم، وحينها شاهد عيني المتوفى مفتوحتان ولونها أحمر، وشاهد ازرقاق وتورم أعلى جبينه، واحمرار وازرقاق في الجلد في اليدين وأسفل الإبط الأيمن". وأفاد نجل الضحية بأن أفراد الشرطة منعوه هو وعائلته من مشاهدة والده حين زيارتهم لمكان توقيفه، وبأنه شاهد كدمات على جسد والده حين شاهد جثته في مستشفى شهداء الأقصى.

 مركز الميزان يعبر عن بالغ استنكاره وقلقه لتكرار الحوادث التي تثير شكوك جدية بتعرض مواطنين لدى الشرطة وأجهزة الأمن للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية والمهينة. ويشير المركز إلى أن هذه الحالة هي الثانية التي تقع فيها الوفاة داخل مراكز التوقيف في محافظة الوسطى خلال شهر يونيو الجاري. كما حدثت حالة وفاة وحالة نقل لمحتجز في حالة صحية حرجة من مركز توقيف خلال شهر أيار (مايو) المنصرم.

وعليه يطالب مركز الميزان النيابة العامة بفتح تحقيق جدي وشفاف في ظروف وفاة الأعرج وغيرها من حالات الاشتباه بالتعذيب، ومساءلة كل من تثبت مشاركتهم بالتعذيب وإيذاء مواطنين قيد الحجز أو الاعتقال. كما يطالب المركز بإصدار تعليمات صارمة تضمن عدم ارتكاب مأموري الضبط القضائي والمحققين للتعذيب أو الإساءة الجسدية أو النفسية، وعدم تجاوز الضوابط القانونية في الحبس والتوقيف. ويطالب المركز النيابة العامة تشديد مراقبتها على مراكز التوقيف، واتخاذ كل ما يلزم لضمان عدم تعرض الموقوفين للإيذاء.

 

 

تصميم وتطوير